دعم بيانات نمو الناتج المحلي الإجمالي الأسترالي، التي صدرت يوم الأربعاء، مشتري زوج العملات AUD/USD. بعد انخفاض حاد ومندفع إلى 0.6486، عاد الزوج إلى منطقة 0.65. على الرغم من أنه لا يزال من المبكر مناقشة تجديد الاتجاه الصاعد (الشرائي)، إلا أن التقرير يقدم "عرضًا جادًا للفوز". يجب النظر إلى هذا الإصدار في ضوء نمو مؤشر أسعار المستهلكين لشهر يوليو، الذي عكس تسارعًا في التضخم الشهري. القطعة النهائية قبل اجتماع بنك الاحتياطي الأسترالي في سبتمبر هي تقرير سوق العمل الأسترالي، الذي سيصدر بعد أسبوعين. إذا جاءت بيانات "الوظائف غير الزراعية الأسترالية" أيضًا في المنطقة الخضراء، فإن احتمال خفض الفائدة في اجتماع سبتمبر ينخفض إلى الصفر. كما ستكون آفاق التيسير النقدي الإضافي هذا العام موضع شك. في الوقت الحالي، الوضع ليس في صالح "الحمائم"، مما يبقي الدولار الأسترالي عائمًا.
لنعد إلى مؤشرات الاقتصاد الأسترالي. وفقًا للبيانات المنشورة، نما الناتج المحلي الإجمالي للربع الثاني بنسبة 1.8% على أساس سنوي، بينما توقع معظم المحللين نموًا بنسبة 1.6% على أساس سنوي (بعد نمو بنسبة 1.4% في الربع السابق). وقد نما الاقتصاد للربع الثالث على التوالي (للمقارنة: في الربع الثالث من عام 2024، نما الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 0.8% فقط). وعلى أساس ربع سنوي، نما الاقتصاد الأسترالي بنسبة 0.6% (كان التوقع 0.5%) بعد نمو ضعيف بنسبة 0.3% في الربع السابق.
كان المحرك الرئيسي للنمو في الناتج المحلي الإجمالي لأستراليا في الربع الثاني هو الإنفاق الاستهلاكي. زادت الأسر من نفقاتها بنسبة 0.9%، مع ارتفاع الإنفاق التقديري ("غير الضروري") بنسبة 1.4%. ومن الجدير بالذكر أيضًا أن إنتاج قطاع التعدين قفز بنسبة 2.3% على أساس ربع سنوي، بفضل الانخفاض الحاد في الربع الأول بسبب العوامل الجوية.
ومع ذلك، كشف التقرير أيضًا عن بعض الإشارات السلبية. على سبيل المثال، لا تزال نشاطات الاستثمار ضعيفة - سواء في القطاع العام أو الخاص. ارتفع حجم الاستثمار الخاص بنسبة 0.1% فقط. وفي الوقت نفسه، انخفض الاستثمار العام مرة أخرى: هذه المرة بنسبة 3.9%. كانت هذه النسبة سلبية للربع الثالث على التوالي (على سبيل المثال، في الربع الأول، انخفض الاستثمار الحكومي بنسبة 2.4%)، مما يعكس أسوأ حالة منذ نهاية عام 2017. نشأت هذه الحالة بسبب تخفيضات في مشاريع الرعاية الصحية/الطبية، وقطاع النقل، وانخفاض الاستثمارات الدفاعية.
ومع ذلك، عمل التقرير لصالح الدولار الأسترالي. كان الاقتصاد الأسترالي في المنطقة الإيجابية لمدة 15 ربعًا متتاليًا، مما يظهر ديناميكيات إيجابية للناتج المحلي الإجمالي الحقيقي. على الرغم من أن معدلات النمو في الربع الثاني كان يمكن أن تكون أفضل، إلا أن النتائج الرئيسية كانت في "المنطقة الخضراء"، وكان النمو مدفوعًا بشكل رئيسي بالطلب المحلي.
كما ذكر أعلاه، يجب النظر إلى هذا التقرير من خلال عدسة أحدث بيانات التضخم الأسترالية. تذكر أن مؤشر أسعار المستهلكين في يوليو تسارع إلى 2.8% بعد أن تباطأ إلى 1.9% في يونيو. توقع معظم المحللين ارتفاعًا أكثر تواضعًا - إلى 2.3%. شهد يوليو أقوى نمو شهري للتضخم منذ يوليو 2024. علاوة على ذلك، لم يكن نمو مؤشر أسعار المستهلكين بسبب ارتفاع تكاليف الكهرباء فقط. ساهمت عوامل أخرى - ارتفعت أسعار الكحول والتبغ بنسبة 6.5%، وخدمات الإسكان بنسبة 3.6%، والأغذية والمشروبات غير الكحولية بنسبة 3.0%. ارتفع التضخم الأساسي (المتوسط المقتطع) إلى 2.5% من 2.1% في الشهر السابق. وقفز مؤشر أسعار المستهلكين باستثناء الفئات المتقلبة (الخضروات، الفاكهة، الوقود) والسياحة إلى 3.2% (أعلى مستوى سنوي). وهذا يشير إلى ضغط تضخمي واسع النطاق.
كل هذا يشير إلى أن احتمالية خفض سعر الفائدة من قبل البنك الاحتياطي الأسترالي في سبتمبر قريبة من الصفر. يمكن أن يغير تقرير الوظائف الأسترالي الوضع - ولكن فقط إذا كان الإصدار لشهر أغسطس ليس ضعيفًا فحسب، بل كارثيًا (وهو أمر غير محتمل).
وبالتالي، فإن الخلفية الأساسية تفضل المزيد من النمو لزوج العملات AUD/USD، لا سيما أن الدولار الأمريكي يوم الأربعاء تعرض لضغوط إضافية بعد بيانات JOLTS (عدد الوظائف الشاغرة في القطاع الخاص في نهاية الشهر المشمول بالتقرير). على الرغم من أن هذا مؤشر "بطيء" نسبيًا ومتأخر، إلا أنه يراقب عن كثب من قبل المشاركين في السوق - خاصة عندما يشير إلى اتجاه صاعد/هابط. حتى الآن، الاتجاه هابط: انخفض الرقم للشهر الثاني على التوالي، وبوتيرة سريعة. جاء JOLTS لشهر يوليو، على سبيل المثال، عند 7.18 مليون (الأدنى منذ مارس 2021)، مقارنة بتوقعات 7.39 مليون. هذه نتيجة مخيبة للآمال قبل تقرير الوظائف غير الزراعية يوم الجمعة وفي سياق مؤشر ISM للتصنيع الضعيف، الذي ظل في منطقة الانكماش في أغسطس (48.7).
بالنظر إلى الوضع الأساسي الحالي لزوج العملات AUD/USD، تظل المراكز الطويلة أولوية - من الأفضل استخدام الدوافع الهبوطية لفتح مراكز طويلة.
من الناحية الفنية، على الرسم البياني H4، يقع زوج العملات AUD/USD مرة أخرى بين الخطين الأوسط والأعلى من مؤشر Bollinger Bands، وأيضًا فوق جميع خطوط مؤشر Ichimoku. على الرسم البياني اليومي، خرج السعر أيضًا من سحابة Kumo وهو بين الخطين الأوسط والأعلى من مؤشر Bollinger Bands - كل هذه النقاط تشير إلى أن المراكز الطويلة هي الأولوية. الهدف الأول والوحيد حتى الآن هو 0.6580. يتزامن مستوى السعر هذا مع كل من الخط العلوي لمؤشر Bollinger Band على الرسم البياني لأربع ساعات والخط العلوي لمؤشر Bollinger Band على الإطار الزمني D1.
